الاثنين، 25 أغسطس 2014

الفريسة



اهرب!
حقا لا يعرف إلى أين يذهب، كل ما يعرفه أنه يجب أن يهرب.
هناك من يطارده، وها هو قد تحول إلى فريسة تنتظر انقضاض الصياد.
استند إلى جدار متسخ وجده إلى جواره..
التقط أنفاسه بصعوبة بالغة..
شعر بغثيان وبحاجة ماسة إلى أن يتقيأ..
ولكن لا وقت لهذه الرفاهية، فالصياد يستعد للانقضاض في أي لحظة.
لا يملك حتى الوقت ليفكر ويتذكر كيف أصبح في هذا الوضع المزري.
المهم الآن هو الفرار، وبعدها يمكنه التفكير كما يحب، هذا إن نجح فى الفرار.
عاد إلى العدو مرة أخرى وقد شعر ببعض الطاقة تعود إليه بعد لحظات توقفه الأخيرة.
مشكلته أنه لا يعرف أين يتجه، لا يعرف المكان من الأساس، ويشعر أن كل خطوة يخطوها تجعله يندفع اندفاعا إلى فخٍ محكم لا مخرج منه.
ولكنه لا يملك ترف التوقف أو التفكير، فقط يعدو ويعدو، يصطدم بأشياء كثيرة لا يعرف كنهها ولكنه لن يضيع وقتاً ثميناً للتعرف عليها.
كان يعدو بشوارع ضيقة إلى حد خانق ويشعر أن الخناق يزداد عليه لحظة بعد لحظة، ومع ذلك استمر في العدو، فلا شيء آخر يمكنه فعله.
آخر ما يمكنه التفكير فيه الآن هو الوقوف ومواجهة ما يطارده، حقاً هو لم ير ما يطارده، وحقاً لا يريد أن يراه.

وفجأة تحققت أسوأ كوابيسه، فأمامه مباشرة كان هناك جدار ضخم يسد عليه طريق الفرار، ولم يعد لديه أي فرصة للنجاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق