الخميس، 7 أغسطس 2014

تحت المطر



كانت مياه الأمطار تضربه بعنف وهو يتأمل مياه المحيط الثائر ويتمسك بالسور الخشبي الذي يفصله عن الشاطئ ويراقب المياه التي ترتد عن يديه بقوة ويبتسم.

دائماً ما كان يحب الأمطار، بالرغم من أنها لا تمطر كثيراً من حيث جاء، وعندما تمطر لا تمطر بهذا العنف، ولكنه كان يشعر بسعادة طفولية وهو يقف وحيداً تحت الأمطار يتأمل الأمواج الهادرة للمحيط الهاديء ويفكر كم هو بعيد الآن عن بلده.

كان دائما ما يشتاق إلى وطنه عندما يسافر لفترة تزيد عن الأسبوع ولكنه في تلك المرة لم يشعر بأى نوع من أنواع الحنين أو الاشتياق بل على العكس كان يشعر بالأسف لاقتراب عودته مرة أخرى إلى بلده.

وقتها تيقن أنه قد تغير كثيراً، وأن أحداث العامين الماضيين تركت آثارهما عليه، وهذا منطقي بالتأكيد فما حدث في العاميين السابقيين من أحداث سواءً على المستوى الشخصي أو المستوى العام قادرة على تغييره تغيراً جذرياً .

إنه يشبه إلى حدٍ كبير المكان الذى يقف فيه الآن، هذا المكان الذى تضربه الأمطار بقوة وعنف، بعد توقف الأمطار بمدة كافية سيعود المكان ليبدو مثلما كان في السابق ولكنه في الواقع سيكون قد تغير تغيراً جذرياً.

عاد ليتأمل الصراع بين مياه الأمواج ومياه الأمطار وتمتم قائلا " آه لو كان بإمكان الأمطار أن تمحو الأحزان والهموم، آه لو كانت كل هذه المياه قادرة على أن تسقى حبوب الأمل من جديد في قلبى " 
ولكن هذا لا يهم الآن..

لأنه الآن سعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق