هكذا بدأ الأمر إذن، طفل صغير يحب أن يحكي الحكايات، ورث الأمر عن أمه.. ربما
ولكن هل يجد الطفل من يستمع إليه؟
نادرًا ما يهتم الكبار بأقاصيص الأطفال، وعادة ما يزعجهم الطفل الذي يتحدث كثيرًا، وهذا ما حدث، لامه واحد من الكبار على كثرة كلامه.. أحرجه أمام الجميع، فتوقف
وتراكمت الحكايات داخل عقله الصغير، فظل لسنوات يكتفي بالحكي لنفسه، ينتظر وقت النوم ليغرق في قصصه الخيالية لساعات
وكبر الطفل قليلًا واكتشف متعة القراءة، ولسنوات أخرى غرق في عالم القراءة الثري وسط حكايات لا تنضب، وكلما ازدادت قراءته ازداد مخزونه من الحكايات، واتسعت مخيلته حتى كادت أن تبتلع عالمه كله
وكبر الطفل وأصبح رجلًا، ولم يعد عقله قادرًا على احتواء ما لديه من حكايات فبدأ الكتابة
وما حدث له وهو طفل تكرر معه وهو رجل، مثلما لم يجد من يستمع لحكاياته، لم يجد من يقرأ كتاباته
ومجددًا عاد ليغرق في عالمه الخيالي، مكتفيًا بالحكي لنفسه
نحن أمة اقرأ لا نقرأ.. وأسفاااه
ردحذف