الاثنين، 29 يناير 2018

لماذا نقرأ؟


يقول فرانز كافكا:
"إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا، فلماذا نقرأ الكتاب إذن؟ كي يجعلنا سعداء كما كتبت؟ يا إلهي، كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب، والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها.
إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة التي تؤلمنا، كموت من نحبه أكثر مما نحب أنفسنا، التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدًا عن الناس، مثل الانتحار.
على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد في داخلنا، هذا ما أظنه"

وهذا ما أظنه أنا الأخر.

إن الرواية يجب أن تُكتب لكي تدفعنا دفعًا إلى التفكير، إلى محاولة الإجابة عن الأسئلة المهمة، تلك الأسئلة التي تاهت وسط زحام أيامنا وتفاهات حياتنا.

لا يجب على الرواية أن تجيب عن الأسئلة، فالأسئلة التي يمكن تقديم إجابات لها، لا حاجة لكتابتها، ولكن على الرواية إثارة النوع الأخر من الأسئلة، ذلك النوع الذي يجب أن يجيب عنه كل إنسان لنفسه وبنفسه.

لا يمكننا الحصول على إجابات دون إثارة عقلنا بالتساؤلات.. المرة تلو الأخرى.. قراءة رواية تلو رواية، ولا يجب التوقف عن التفكير ومحاولة الإجابة.

يميل الإنسان إلى تجاهل الأسئلة الصعبة ودفنها داخل ظلام عقله، خاصة تلك الأسئلة التي لا إجابة نموذجية لها، ووحدها الروايات التي تكون كالفأس الذي يحطم البحر المتجمد في داخلنا، هي القادرة على تذكيرنا، على إنارة هذا الجزء المظلم ودفع تلك الأسئلة إلى النور، رغمًا عنها ورغمًا عنا.

النتيجة ليست مضمونة، فيمكنك أن تُفني عمرك في محاولة الإجابة على سؤال واحد دون أن تنجح.. ولكن هذا لا يهم، فالمحاولة وحدها هي ما تعطي لحياتنا معنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق