الأحد، 6 سبتمبر 2020

عن الألم.. والموت


 

لقد تألم كثيرًا، ولم يعد يتحمل أكثر.
ليلة أخرى تمر وكأنها حافلة تمر فوق جسده، ذلك الجسد الذي أوهنه المرض.
حاول النوم ولكن الألم القاسي تمكن منه وفشل في العثور على أي وضعية مريحة وفي النهاية قعد في محاولة للعثور على وضع أقل ألمًا.
وأخيرًا بدأ الألم ينحسر رويدًا وانتهت آلام جسده حين تركته الروح صاعدة إلى بارئها، ومالت رأسه بإهمال ناحية كتفه الأيمن من جسده الميت.
لم أره وهو يتألم فلم أكن حاضرًا في تلك اللحظات ولكني رأيت الجسد بعد أن غادرته الروح.
-----------
آلام لا تطاق تطبق على أنفاسها هي الطفلة.
أكثر من عامين قد مرا على غرقها في بحر الألم المضني وفشلت كل محاولات احتواءه، المحاولة تلو الآخرى، وها هو الألم يبلغ ذروته.
لا وضعية مريحة هناك، فقدتْ حتى القدرة على الكلام ولم تعد الشكوى متاحة أو الشرح ممكنًا.
فهما أنها تتألم وأنه لا وضع يمكنها أن تشعر فيه ولو بالقليل من الراحة، وأخذا في تغيير وضعها يبغيان وضعية أكثر راحة أو أقل ألمًا.
كنتُ هناك وحملتها قليلًا بين ذراعيّ حتى شعرتُ أن آلامها قد هدأتْ قليلًا، فوضعتُها مجددًا في الفراش.
بعدما غادرتُ أنا، انتهتْ آلام الجسد بالطريقة الوحيدة الممكنة، انتهتْ بمغادرة الروح.. ولكني لم أكن هناك.
لم أرّ الجسد الخالي من الحياة.. الجسد الواهن الذي افترسه المرض ونهشته الآلام.
-----------
داهمتني الآلام وعبثًا حاولت العثور على وضعية مريحة لأنام، وهنا تذكرت.
في مرة فاتتني رؤية الرجل وهو يصارع آلامه واكتفيت برؤية الجسد الميت، ومع الطفلة -في المرة الثانية- حضرت لحظات الآلام كلها وفاتني رؤية الجسد الخالي من الحياة.
هذه المرة سأكون حاضرًا حتى النهاية.. وأخذت في الانتظار.