الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الغريب



هناك شخص دخل إلى المسرح للمرةِ الأولى ممنيًا نفسه بعرضٍ ممتع فكاهي، وجاء العرض مبتذلًا وسخيفًا.

وبالرغم من رداءة العرض، أخذ يضحك بهيستيرية ويصفق بحماسة طوال العرض.. لقد دفع ثمن تذكرته ولابد له من الاستمتاع.
وعندما التفت إليه جاره متسائلًا في حيرة عما يضحكه في هذه السخافة الخالصة، سبّه بعنف وأخذ يصيح متهمًا إياه بالغباء والسطحية ومعاداة الفن الجميل.
الغريب في الأمر أن أغلب الحضور ناصروه، وانتهى بهم الأمر بإلقاء المتبرم المزعج الذي لا يعجبه العرض إلى خارج المسرح، بينما ابتلع من لا يعجبهم العرض حنقهم في مذلة، وتظاهروا بالضحك والاستمتاع.
جلس المطرود على الرصيف يلملم نفسه وكرامته المهانة بينما علا ضجيج الضحك والهتاف ليلتهم العالم.