الاثنين، 3 ديسمبر 2018

حلمٌ أم حقيقة!


تركتُ مقعد السائق، وانتقلتُ إلى المقعدِ الخلفي بخفة.. استرخيتُ ونظرتُ نحو الطريق السريع الذي تقطعه السيارة بسرعةٍ متوسطة.
يبدو أن السيارة تُبلى حسنًا دون تدخلي.

انتقلتُ ببصري نحو الخلف وأخذتُ أتابع الطريق الذي تركته خلفي، السماء صافية مع القليل من السحب التي تزيد المنظر بهاءً، ومن حين إلى أخر أنظرُ نحو الأمام.. لا تزال السيارة مستمرة في طريقها بهدوء وثقة.

هناك سيارات تستطيع السير بآلية دون توجيه، ولكن هل سيارتي من هذا النوع؟

النعاس يدغدغ عضلاتي، فأسترخي مجددًا وبدا لي أنني غفوت للحظات.

تبًا! سيارتي لا يمكنها السير آليًا.. كيف أتركها تسير وحدها دون سائق وأكتفي بالتمدد على المقعد الخلفي؟

تصاعد التوتر داخلي بسرعة جنونية، وبقفزة واحدة عدتُ إلى مقعد السائق.

أمسكتُ عجلة القيادة بقوة.. تساءلتُ للحظة: هل سأتمكن من السيطرةِ مجددًا على السيارة أم أنها سترفض تدخلي بعد أن نالت حريتها أخيرًا؟

لكنها لم تُبدِ اعتراضًا، وتركت لي مهمة القيادة بصدرٍ رحب.

-----------
وفجأة تغير المشهد..
-----------

في غرفة الضيوف بشقتنا القديمة حيث اعتدت أن أعيش مع أبي وأمي.

وبالرغم من أنني تركت ذلك المنزل منذ سنوات، فإني لم أبدٍ أي دهشة لوجودي هناك.

ثائرًا وأصيح بغضب في الهاتف حيث يسمعني أحدهم.

يبدو أنهم ارتكبوا خطأً لا يغتفر، فغضبي كان هادرًا، وعلى الطرف الأخر يتلعثم الرجل بمبررات واهية تزيد من غضبي.. لماذا لا يعترف بخطأ شركته دون جدال؟

هل أبدو له كشخص يمكنه التنازل عن حقه؟

يا له من مغفل!

في النهاية وعدني بفعل كل ما أطلبه، ولكني ما زلت ثائرًا.

الغرفة تغص برجال لا أعرفهم، ولكني لا أُبدي أدنى إحساس بالدهشة، ولا أشعر بأي غرابة، بل أخذت أتحدث وأقص عليهم سبب غضبي وهم يبتسمون بتفهم.

وما زلت غاضب!

-----------
وتغير المشهد مجددًا
-----------

إنه وقت صلاة الجمعة.

أقف مع أصدقاء طفولتي بالقرب من مسجد الحي حيث اعتدنا -أيام شبابنا المبكر- أن نصلي كل جمعة.

يجلسان متجاوران على الرصيف ويتحدثان بتركيز، بينما أقف أنا على بعد خطوة منهما وبدلًا من صوتهما يأتيني صوت خطيب الجمعة من الميكرفون المعلق على العقار الذي أقف قبالته.

أوشكت الخطبة على النهاية ولا يزالا منشغلان بنقاش لا أسمعه.

أشعر بالدهشة كونهما يسمعان بعضهما البعض، بينما أعجز أنا عن سماع حرف واحد.. والوقت يمضي والخطبة انتهت تقريبًا.

أنبهما فيقوما مسرعين ونعدو نحو المسجد لنجد الصفوف قد تراصت بالفعل استعدادًا للصلاة.

على الحصير خارج المسجد نصطف في اللحظة الأخيرة، أنا في المنتصف وصديقيَّ عن يميني ويساري.

وتبدأ الصلاة.. طالت السجدة الأولى ولم يأتني صوت الأمام.

هل انقطعت الكهرباء فلم يعد بإمكاننا سماع الإمام؟

أشعر بفراغٍ حولي.. بلا إرادة أرنو ببصري فأجد من أمامي سجود، فاستمر في السجود.

هل مات الإمام؟

الوقت يمضي ولا زلنا سجود، ويبدو أنه لا أحد غيري يبالي.

أعتدل نصف اعتدال لأكتشف اختفاء صديقيَّ.. ولا يزال الكل سجود.

أعود إلى السجود.. هل يتقبل الله صلاتي هذه!

أقوم غير عابئ، فيختفي كل شيء حولي كدخان فاجأته الريح.

وأستيقظ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق