الثلاثاء، 21 مارس 2017

القادم



وحيداً
في الظلام أطفو..
في الظلام أتخبط..
ويمر الوقت..
الظلام مستمر، والمكان يزداد ضيقاً.
أنا آمن هنا.
حقاً أشعر بالاختناق في بعض الأحيان، ولكني آمن هنا، وهذا يكفيني.
أنت حي.. أنا حي.. وما الحياة!
تبدو شيئاً جيداً، وإنْ كنت لا أعرف ما تعنيه هذه الحياة.
يتناهى إلى سمعي أصوات مختلطة، بعضها أصبح مألوفاً من التكرار.
أستأنس بالأصوات المألوفة، وأخاف من الأصوات الغريبة.
أخاف.. وما الخوف!
يبدو شيئاً سيئاً، ولا أعرف ماهيته كذلك.
ويمر الوقت..
الطرقات تدق في رأسي، والمكان يزداد ضيقاً.
تزداد وتيرة الطرقات.
لم أعد أحتمل أكثر، يجب عليَ الخروج.
الخروج! إلى أين؟
إلى مكان آخر لا أعرفه. يبدو هذا مخيفاً.
الخوف، أصبحت تلك الكلمة مألوفة أكثر وتثير معاني ومشاعر أجهلها ولا أحبها.
المكان يزداد ضيقاً، والطرقات تزداد وتيرتها.
أرى نقطة ضوء.
ضوء.. وما الضوء!
هل هذا هو سبيلي للخروج؟
يعوزني الوقت لأفكر.. لأقرر.
ولكن الضغط يزداد، وأندفع رغماً عني نحو نقطة الضوء.. أقاوم بلا فائدة.
اختنق.. الألم يعتصرني.
واتسع المكان.. وضوء مبهر أغشى بصري.
أجاهد لأخذ نفسي.. سأموت قبل أن أحيا.
قبل أن أفكر في هذه الكلمة الجديدة، الموت!
ضربة على ظهري، أعادتني إلى الحياة.
فشهقت، وأندفع الهواء يمزق رئتي.
أصوات مختلطة تطرق سمعي.
ضوء مبهر.
صرخت، فأفزعتني الصرخة.

فبكيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق